12 دولار لا غير.. الحد الأدنى للأجور في سورية أقل من خط الفقر العالمي بـ 80 %

وكالة أوقات الشام الاخبارية / shaamtimes.com

حدد البنك الدولي خط الفقر العالمي الجديد بمبلغ 2.15 دولار للفرد في اليوم، وهذا يعني أن أي شخص يعيش على أقل من 2.15 دولار في اليوم، يُعد شخصاً في حالة فقر مدقع.
خطَ الفقر العالمي
ومنذ عام ،2015 استخدم البنك الدولي مبلغ 1.90 دولار للفرد في اليوم، باعتباره خطَ الفقر العالمي، واعتباراً من خريف 2022، تم تحديث الخط العالمي الجديد ليصبح 2.15 دولار. وتعكس هذه الزيادة في خط الفقر الدولي الزيادة التي حدثت في تكاليف الاحتياجات الأساسية من طعام وملبس ومسكن في البلدان منخفضة الدخل، بين عامي 2011 و 2017 مقارنة بسائر بلدان العالم. ومع تطور الفروق في مستويات الأسعار عبر بلدان العالم، يلزم تحديث خط الفقر العالمي دورياً، لكي يعكس تلك التغيرات. كما تستخدم خطوط الفقر من أجل وضع قيمة الحد الأدنى للأجور في أي اقتصاد. إضافة إلى بناء شبكات الحماية الاجتماعية النقدية، أي التي يمكن من خلالها استهداف الفئات الأكثر فقراً بقيمة خط الفقر كحد أدنى.
الحد الأدنى للأجور.. سياسة
وبالتالي فمن المنطقي جداً، فإن وضع الحد الأدنى للأجور هو سياسة، بمعنى أن وضع رقم للحد الأدنى للأجور، يتطلب حكماً معرفة دقيقة للاحتياجات الأساسية للمواطنين. كما أنه يجب حساب تكلفتها، ومن ثم تحديد رقم الحد الأدنى للأجور.
فمن الذي قرر اليوم، وفي ظل الوضع الاقتصادي الحالي، أنّ مبلغ (185940) شهرياً الذي أصبح يمثل الحد الأدنى للأجور في سورية يلبي متطلبات الكرامة الإنسانية؟ وكيف تم حساب ذلك الرقم؟ وبناء على أي وقائع اقتصادية وُضع؟
وبمقارنة الحد الأدنى للأجور في سورية اليوم مع خط الفقر العالمي الوارد أعلاه نجد ما يلي :
خط الفقر العالمي للفرد الواحد هو (64.5) دولار شهرياً.
فيما الحد الأدنى للأجور في سورية اليوم، وبأسعار سعر صرف الدولار البالغة (15) ألف هو (12.3) دولار، أي أنه يشكل حوالي (20 %) فقط من خط الفقر العالمي.
أجور سورية تحت خط الفقر العالمي
وهذا معناه ببساطة أن الحد الأدنى للأجور في سورية، ما زال تحت خط الفقر العالمي بحدود (80 %)، وبالتالي فإن الفرد الواحد في سورية.
وكي لا يعد فقيراً بموجب المقاربات العالمية للفقر النقدي، يجب أن يحصل على (967.500) ليرة شهرياً كحد أدنى. ونتيجة لذلك فإن الأسرة المكونة من 4 أفراد يجب أن لا يقل دخلها الشهري عن (3.870.000) ليرة سورية كحد أدنى، كي لا تعتبر فقيرة.
طبعاً كل ذلك ونحن نتحدث عن خط الفقر النقدي فقط، أي أننا لم نتحدث بعد عن الفقر المتعدد الأبعاد، الذي يشمل مؤشرات كثيرة غير نقدية، مثل التعليم، الصحة، الصرف الصحي، المياه، الكهرباء، الخ). وتعتبر تلك المؤشرات، بالغة الأهمية لفهم الأبعاد الكثيرة للفقر الذي يعاني منه الناس والتي تكمّل المقاييس النقدية للفقر. وإذا لم ترغبوا بحسابات عالمية، فقدموا لنا حسابات وطنية، متضمنة خط فقر وطني، ومن ثم قوموا بتحديد الحد الأدنى للأجور بناء عليه. ولكن ثقوا تماماً أنه في كلا الحالتين، فإن مبلغ (185940) شهرياً، لن يكون مناسباً أبداً.
هاشتاغ