الاخبار

ما سر التحركات الأمريكية في شمال شرقي سورية؟

وكالة أوقات الشام الاخبارية / shaamtimes.com

نفى البنتاغون التقارير التي تحدّثت عن تحرّكات أمريكية تستهدف تغيير الوضع القائم على الحدود السورية – العراقية، عبر تجنيد مليشيات تابعة لها في تلك المنطقة، ومحاولتها ربط مناطق التنف، حيث القاعدة الأمريكية، على مثلث الحدود الأردنية – السورية – العراقية، بمناطق تواجد القواعد الامريكية، شرق الفرات، حيث نفوذ قوات ”قسد”.
وقال السكرتير الصحفي لوزارة الدفاع الأمريكية ” البنتاغون”، العميد بات رايدر، إن حماية الحدود السورية – العراقية ليس من ضمن مهام القوات الأمريكية الموجودة في سورية. وأضاف ان الوجود الأمريكي في سورية يتعلق بمهمة هزيمة تنظيم “الدولة الإسلامية” في سورية، وشدد على أن هذه المهمة هي محط تركيز القوات الأمريكية هناك. وبين أن بعض التقارير “غير الدقيقة”، خرجت من تلك المنطقة في وقت سابق، في محاولة للإشارة إلى أن القوات الأمريكية، بطريقة ما، كانت منخرطة في أمن الحدود بين العراق وسورية. العميد بات رايدر وصف التقارير بـ ”الخاطئة”، إذ لا توجد مهام أمن حدودي ضمن مهمة “التحالف”، مشيراً إلى أن توفير أمن الحدود من واجب الحكومة العراقية.
وكانت “رأي اليوم” قد نشرت تقرير لها بداية شهر آب الجاري، كشفت فيه عن التحركات الأمريكية بالاعتماد على مصادرها في سورية. وقال تقرير” رأي اليوم”، إن قيادات فصائل في الشمال السوري سجلت أسماء مقاتلين لنقلهم إلى قاعدة “التنف” لقتال القوات الإيرانية والسورية شرقي سورية، بهدف السيطرة على الحدود البرية بين العراق وسورية من قاعدة التنف شمالاً الى مدينة البو كمال وقطع طريق التواصل البري بين طهران وسورية عبر العراق وإلى بيروت. وأضاف التقرير أن المناورات الأمريكية مع مليشيات تابعة لها في مناطق شرق سورية، أثارت قلق روسيا وايران وسورية، مع ورود تقارير عن أهداف جيوسياسية أمريكية جديدة في سورية. وتسعى الولايات المتحدة وفق تقارير ومعلومات من الشرق السوري إلى ربط مناطق نفوذها في الجنوب الشرقي، بمنطقة شرق الفرات، حيث القواعد الأمريكية والمليشيات التابعة لها مع إحداث تواجد جديد لها في الشمال والشمال الشرقي حول مدينة الرقة السورية عبر القيام بتشكيل مجموعات تابعة لها في تلك المناطق.
وفي تقرير لاحق أشارت “رأي اليوم”، إلى أن الإدارة الأمريكية، أعادت صياغة استراتيجيتها في سورية، وبدأت بمشروع كبير وخطير يشمل الجغرافيا السورية من الجنوب ألى أقصى الشمال، ومحاولة إقامة كيان مستقل عن الدولة السورية، وتجميع مقاتلين تابعين للولايات المتحدة في الجنوب، وتحديداً في منطقة السويداء، وربط هذه التجمعات مع أخرى أكبر منها حول قاعدة التنف في المنطقة المعروفة باسم ” ٥٥”، على مثلث الحدود السورية – الأردنية – العراقية، حيث أجرت القوات الأمريكية قبل أيام، مناورات مشتركة مع مليشيات ”مغاوير الثورة” التابعة لها، وعززت إمكانات هذه المليشيا بالسلاح والعتاد الحربي، وربط هذه المنطقة بمناطق نفوذ قوات ”قسد” والفصائل المسيطرة على منطقة شرق الفرات، حيث تتواجد القواعد الأمريكية حول حقول للنفط والغاز السوري، ثم ربط الشرق بالشمال السوري، حيث شكل الأمريكيون مجموعات مسلحة تابعة لهم في مناطق حول الرقة، وصولاً للشمال، أطلقت عليها اسم ”جيش سورية الحرة“.
وأتى النفي الأمريكي لنوايا وخطط تحركات قواتها في الشرق السوري، بعد الاتفاق المبرم مع إيران قبل أيام، والذي تم بموجبه إطلاق سراح خمسة أمريكيين معتقلين في إيران مقابل رفع التجميد عن أموال إيرانية في كوريا الجنوبية والعراق من عائدات النفط.
واذا كان النفي الأمريكي للتحرّكات العسكرية الأخيرة لقواته، وإرسال تعزيزات بشكل مستمر، وتجنيد مليشيا، يُخالف الوقائع وحقائق الميدان المثبتة، فإن احتمال تجميد الولايات المتحدة لخططها في سورية، يبقى احتمالاً وارداً في ضوء الاتفاق الأخير بينها وبين طهران.
رأي اليوم

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى