من الأكثر عرضة للإصابة بالأمراض؟ طوال القامة أم الأقل طولاً؟
اكتشف باحثون أن خطر الإصابة بنوبة قلبية أقل بين الأشخاص طوال القامة، لكن طوال القامة أكثر عرضة للإصابة بالسرطان. فمن الأكثر عرضة لخطر الإصابة بالأمراض مثل السكري وغيره؟. صحيح أن مدى الوعي الصحي للشخص في حياته اليومية يؤثر بشدة على صحته، إلا أن طول جسم الإنسان يمكن أن يؤثر أيضاً في مخاطر إصابته بالأمراض.
مرض السكري
الأشخاص طوال القامة لديهم ميزة أفضل، مقارنة بالأقل طولاً، لأن نسبة الدهون في الكبد لدى طوال القامة تكون أقل، والاستجابة للأنسولين لديهم أكبر من الأقل طولاً، بحسب ما أفاد نوربرت شتيفان، وهو أستاذ علم السكري التجريبي السريري في مستشفى “توبنغن” الجامعي.
ومن ناحية أخرى، يعاني الأشخاص الأقل طولاً، من سوء استفادة من الجلوكوز، ما يعني أنهم أكثر عرضة للإصابة بمرض السكري في المتوسط، بحسب ما كتب موقع “شبكة التحرير الصحفي بألمانيا”.
وقد توصل تقييم أُجري في المستشفى الجامعي في دوسلدورف في مايو/ أيار 2023، إلى نفس هذه النتيجة أيضاً : فكلما كانت النساء والرجال أكثر طولاً في فئات الأعمار المختلفة، كانت احتمالية إصابتهم بالسكري من النوع الثاني أقل. ومع ذلك، هناك عوامل خطر لإصابتهم بالسكري في حالة البدانة الشديدة ونقص النشاط البدني على سبيل المثال.
وقام كارل كوستيف، القائم بأعمال البحث الوبائي في معهد بحوث IQVIA، بتحليل بيانات 780,000 مريض بالغ بالتعاون مع فريق من أطباء الباطنة في مستشفى “دوسلدورف الجامعي”. وجاءت الخلاصة كالتالي : لكل عشرة سنتيمترات أقل في الطول، يزداد خطر الإصابة بمرض السكري من النوع الثاني بنسبة 15 في المائة، لدى النساء وبنسبة 10 في المائة لدى الرجال. لكن على الجانب الآخر، لا يوجد ارتباط بين طول القامة أو قصرها وبين الإصابة بمرض السكري من النوع الأول، والذي يبدأ غالباً في مرحلة الطفولة أو المراهقة، بسبب النقص المطلق في هرمون الأنسولين.
أمراض القلب
يؤكد موقع “شبكة التحرير الصحفي بألمانيا”، أن طول القامة أيضاً له علاقة بخطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية. ولهذا الغرض، تم تحليل بيانات ما يقرب من 660.000 مريض في مستشفى “دوسلدورف” الجامعي، وكانت النتيجة أن النساء والرجال الأقصر قامة كانوا أكثر تعرضاً، للإصابة بارتفاع ضغط الدم أو الإصابة بالسكتات الدماغية، التي تموت فيها أنسجة المخ.
ووفقًا لما قاله دكتور شتيفان، أستاذ السكري التجريبي، يتمتع الأشخاص طوال القامة بالعديد من المزايا، من بينها، الأحماض الدهنية أقل، نسبة أقل من كوليسترول البروتين الدهني منخفض الكثافة، نسبة أقل من الجلوكوز، وبروتينات الكبد (الهيباتوكين) أكثر ملاءمة. وهذا يعني أن الأشخاص طوال القامة لديهم مخاطر أقل للإصابة بالنوبات القلبية.
في مجموعة البيانات من “دوسلدورف”، كان الرجال والنساء الأقل طولاً أكثر عرضة للإصابة بأمراض القلب التاجية، حيث تضيق الأوعية الدموية، مما يزيد أيضًا من خطر الإصابة بالنوبات القلبية.
ووفقًا للدراسة، مقابل كل زيادة في الطول بمقدار عشرة سنتيمترات، ينخفض خطر حدوث ذلك بنسبة 9 ٪ عند النساء، و 13 ٪ عند الرجال. وعلى النقيض من ذلك، فإن النساء والرجال الأطول قامة، أكثرُ عرضة للإصابة بالرجفان الأذيني.
تجلط الدم
من الواضح أن الأشخاص طوال القامة لا يتمتعون بنفس المزايا في هذا الصدد. يوضح دكتور شتيفان الأمر أنه كلما زاد طول الأطراف، زاد ضخ الدم إلى القلب، وبحسب كلام دكتور شتيفان، تنشأ حتى 90 في المائة من الجلطات الدموية في الأوردة العميقة للساقين، ويمكن أن تؤدي إلى انسداد رئوي.
كما توصل زميله كوستيف، وفريق الأطباء الباطنيين، في “دوسلدورف”، إلى استنتاج مفاده، أن خطر الإصابة بالمرض، يزيد بنسبة 23 بالمائة لكل عشرة سنتيمترات من الطول. وتظهر نظرة على تحليل سويدي من عام 2017، أن الأشخاص طوال القامة، لديهم مخاطر أعلى للإصابة بالجلطات.
وتوصل باحثون أمريكيون أيضاً، إلى استنتاج مفاده أن الأشخاص طوال القامة، لديهم مخاطر أعلى للإصابة بالرجفان الأذيني، ودوالي الأوردة، والتي يمكن أن تعزز الإصابة بتجلط الدم.
مرض السرطان
في حالة السرطان أيضاً، هناك علاقة بين طول القامة والإصابة بأمراض السرطان. فقد أظهرت مقارنة البيانات التي أجراها مستشفى
دوسلدورف” الجامعي أن المرضى الأطول قامة، هم أكثر عرضة للإصابة بالسرطان. ويزداد الخطر بنسبة 11 في المائة عند النساء، وبنسبة 6 في المائة عند الرجال، لكل عشرة سنتيمترات من الزيادة في الطول.
ويذكر موقع “شبكة التحرير الصحفي بألمانيا” أن الباحثين وجدوا أيضاً ارتباطاً بين طول الإنسان والإصابة بأنواع معينة من السرطان. ويذكر شتيفان الأنواع الثلاثة الأكثر شيوعاً عند الأشخاص طوال القامة وهي : سرطان الجلد الأسود، وسرطان القولون، وسرطان الثدي.
DW