اقتصاد

في سورية : حتى الفلافل باتت عصية على الفقراء

وكالة أوقات الشام الاخبارية / shaamtimes.com

كما هو معلوم، الفلافل، وجبة شعبية تراعي مداخيل الفقراء، لكن الأزمة الاقتصادية التي يعيشها السوريون، اختطفتها من أفواههم، وأصبحت تفوق قدرتهم الشرائية.
قبل سنوات الحرب، كانت سندويشة الفلافل تباع بـ 10 ليرات، ولكن خلال السنوات الماضية، ازداد سعرها مع ازدياد أسعار المواد الغذائية، بشكل مباشر ليصل سعر السندويشة الواحدة لـ 3000 ليرة، لتتخلى بذلك، الفلافل عن مكانتها، التي احتلتها على رأس قائمة الأكلات الشعبية، وتلحق بركب الوجبات المكلفة للعائلة،
تقول السيدة أم يوسف -أم لأربعة أولاد- إننا اعتدنا على أكل الفلافل، لأنها وجبة رخيصة، مقارنة بأسعار اللحومات، ولكن اليوم، ومع غلاء المواد الغذائية، أصبحت حتى سندويشة الفلافل عبئاً علينا بعد أن كانت في متناول اليد.
وأضافت أنه بحسبة بسيطة، إذا أرادت عائلة مؤلفة من 4 أشخاص، شراء أربع سندويشات فلافل، فيكلفها ذلك 12 ألف ليرة، مقابل وجبة واحدة بالأسبوع، وفي حال شرائها أربع مرات في الشهر، فإن ذلك يتطلب 50 ألف ليرة، وهو مبلغ يساوي نصف الراتب الذي يتقاضاه رب الأسرة من وظيفته، وبالتالي، بات شراؤها اليوم يتطلب رصد ميزانية.
بدوره بين غيث أنه، كان في السابق، يشتري سندويشة الفلافل جاهزة، ولكن مع ارتفاعها المتتالي، أصبح يعدها في المنزل، بعد شراء مكوناتها المؤلفة من الحمص واللوازم الأخرى، لنوفر ثمن السندويش، ولكن اليوم حتى هذا الإجراء بات صعباً، وقال إن كيلو الحمص أصبح ثمنه 14 ألف ليرة وليتر الزيت 23 ألف ليرة وكيلو الخيار 3000 ليرة والبندورة 2500، ناهيك عن مصروف الغاز والخبز أيضاً، وبناءً على هذه الحسبة يتطلب تجهيز الفلافل في المنزل مبلغ يتراوح بين 40 – 50 ألف ليرة، مع العلم في السابق كانت أكلة الفلافل، تعتبر كباب الفقراء لرخص ثمنها، لذلك أصبحت تناول هذه الأكلة محصوراً بيوم أو يومين في الشهر خصوصاً يوم الجمعة.
وعن سبب ارتفاع أسعار الفـلافل، أوضح أبو عبدالله -صاحب محل فلافل في حي الرمل بمدينة اللاذقية – أن ارتفاع سعر السندويشة، مرده ارتفاع أسعار المكونات والمواد الداخلة في إنتاجها، والتي تتضمن الحمص، زيت القلي، المخللات، الخبز، الخضار، بالإضافة إلى الارتفاع الأخير في سعر أسطوانة الغاز الصناعي.
وبين أبو عبدالله، أن زيادة أسعار سندويش الفلافل، تمت بعد زيادة الأسعار في التكاليف والمواد الأولية، بالنسبة لأصحاب المحلات، وتساءل : “كيف لصاحب المطعم أن يشتري أسطوانة غاز برقم كبير، ويدفع أجور مضاعفة للعمال عن الأجور السابقة؟ ناهيك عن الزيت الذي ارتفع سعره الضعف أيضاً، وبعد كل ذلك سيبيع السندويشة بسعر غير مناسب!.
أثر برس

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى