اخبار ساخنة

مخلوق غريب شوهد عدة مرات في بحيرة أسكتلندية.. ما قصة وحش لوخ نس؟

وكالة أوقات الشام الاخبارية / shaamtimes.com

مخلوق بحري ضخم شبيه بالكائنات الأسطورية، رُصد عدة مرات من قبل السكان المحليين يتمايل فوق سطح بحيرة لوخ نس ثم يعود ليغطس من جديد. بدأت قصة هذا الوحش الغامض في القرن السادس عشر، لكن في ثلاثينيات القرن الماضي قال عدد من الناس إنهم رأوا وحش لوخ نس عدة مرات. فهل هو حقيقي وما قصته تحديداً؟

“التاريخ القديم لـ”وحش لوخ نس
تشير محطة الشبكة التلفزيونية الأمريكية PBS إلى أن الرومان عندما وصلوا في القرن الأول الميلادي إلى أسكتلندا، مروا بمنحوتات نحتها البيكتيون، وهم مجموعة من شعوب القلط، كانوا شرسين ويغطون أجسادهم بوشوم كثيرة.

استطاع الرومان تحديد غالبية المنحوتات. لكن إحداها ظلت تستعصي على التفسير. إذ تبدو أنها زعانف ومنقار طويل، ووُصفت بأنها “فيل سابح”. لكن جسده الرخو يشير أيضاً إلى أنه كائن عائم، وهذا هو السبب الذي جعل بعض الناس يعتقدون أنه وحش لوخ نس.

صحيحٌ أن التساؤلات حول طبيعة المنحوتة البيكتية، وما إذا كانت تعرض مخلوقاً يشبه وحش لوخ نس، مسألة مطروحة للنقاش، لكن مشاهدة أخرى واضحة للمخلوق الأسكتلندي الضخم وقعت بعد مئات السنين. فحينها، زعم رئيس دير للرهبان أيرلندي يُدعى سانت كولومبا، في عام 565 ميلادياً، أنه واجه وحشاً في لوخ نس.

بحسب صحيفة National Catholic Register، التقى سانت كولومبا بقبيلة من البيكتيين، الذين أبلغوه أن “وحشاً مائياً” ضخماً قتل أحد أبنائهم. ذهب سانت كولومبا إلى حافة النهر، حيث طلب من أحد الرهبان زملائه أن يسبح عبر مياه البحيرة ويستعيد قارباً من الجانب الآخر.

وعندما اقترب الرجل من منتصف البحيرة، خرج الوحش من داخل البحيرة. ويُزعم أن سانت كولومبا تقدم إلى الأمام، ورفع علامة الصليب، وصاح: “لن تتحرك أكثر من هذا! لا تلمس الرجل.. غادر في الحال!”.

وما صدم البيكتيين أن الوحش المائي أطاعه. وقد انبهروا للغاية لدرجة أنهم اعتنقوا المسيحية جميعاً في الحال، حسبما يُزعم.

وقيل إن مياه بحيرة لوخ نس ظلت هادئة لمدة طويلة بعد ذلك، لكن الشائعات حول وجود شيء غريب في البحيرة ظلت منتشرة. عموماً كل شيء تغير في عام 1933، عندما ادعى زوجان أنهما شاهدا وحشاً في بحيرة لوخ نس.

مشاهدة القرن العشرين التي رسخت أسطورة وحش لوخ نس
في 14 أبريل/نيسان 1933، كانت ألدي ماكاي تسير بالسيارة في طريق جديد بالقرب من بحيرة لوخ نس مع زوجها، عندما شاهدت شيئاً في المياه. بدا هذا الشيء أسود ومبللاً، وعندما شاهدته ألدي، عاد وغطس داخل المياه.

بعد أسابيع، نشرت صحيفة The Inverness Courier حول ما شاهدته ألدي، وكتبت أن زوجين محليين شاهدا “وحشاً” في لوخ نس، وهو “حيوان ضخم يتمايل فوق سطح المياه ويغطس”. وقبل مرور وقت طويل، أعقب ذلك الحادث مشاهدات أخرى لهذا المخلوق الضخم.

تقول هيئة الإذاعة البريطانية BBC إن رجال دين وصيادي السمك وطلبة ومفتشي شرطة ومديري بنوك، ادعوا جميعاً أنهم رأوا الوحش. ولم يقتصر الأمر على إبلاغ الناس أنهم شاهدوا وحش لوخ نس في البحيرة. بل بدأ بعض الشهود في ادعاء أنهم قابلوا الوحش على اليابسة أيضاً.

في 22 يوليو/تموز، ادعى جورج سبايسر وزوجته أنهما رأيا شيئاً رمادياً يشبه جسم الفيل يعبر الطريق ويختفي في مياه قريبة، وذلك حسبما ورد في موقع Historic UK. وبعد أشهر، وتحديداً في يناير/كانون الثاني 1934، ادعى طالب طب بيطري يدعى آرثر غرانت، أنه كاد يصطدم بمخلوق ذي رقبة طويلة بينما كان يركب دراجته البخارية في وقت متأخر بإحدى الليالي بالقرب من بحيرة لوخ نس.

وتشير محطة PBS إلى أن صياد حيوانات يدعى مارمادوك ويثيريل، استطاع تعقب آثار أقدام كبيرة بصورة غريبة بالقرب من شاطئ بحيرة لوخ نس، بعد أن استأجرته صحيفة London Daily Mail. كتبت صحيفة Daily Mail عنواناً مدوياً، قالت فيه: “وحش لوخ نس ليس أسطورة، بل حقيقة”.

لكن الأمر لم يستغرق وقتاً طويلاً حتى عُرف أن آثار الأقدام الكبيرة تعود إلى فرس نهر، مما أدى إلى توجيه اتهامات إلى ويثيريل بتزييف آثار الأقدام عن طريق استخدام قدم فرس نهر محشوة.

ولمن لا يصدقون هذه الأمور، كان من السهل إنكار هذه المشاهدات، لا سيما ما شاهده ويثيريل. ولكن في عام 1934، ظهر دليل فوتوغرافي صادم بدا أنه يؤكد وجود وحش لوخ نس.

وحش لوخ نس: حقيقة أم خيال؟
في أبريل/نيسان عام 1934، نشرت صحيفة The Daily Mail صورة صادمة تصور على ما يبدو، وحش لوخ نس. اشترت الصحيفة الصورة من طبيب من لندن يُدعى روبرت كينيث ويلسون، الذي ادعى أنه التقط لقطة أيقونية أثناء قيادته السيارة إلى مدينة إنفرنيس لتصوير الطيور.

وعلى مدى عقود، كانت الصورة بمثابة الدليل القاطع الذي يستخدمه المؤمنون بوجود “نيسيي”. ولكن في عام 1994، اتخذت قصة الصورة منعطفاً صادماً. فحينها، اتضح أن ويثيريل -الذي انزعج من الطريقة التي عاملته بها صحيفة The Daily Mail- استخدم ابنه إيان وابن زوجته كريستيان سبيرلينغ، لمساعدته في تزييف صورة للمخلوق المائي الأسكتلندي الضخم. أما ويلسون، فقد نجح آل ويثيريل في إقناعه لمساعدتهم بسبب وجود أصدقاء مشتركين بينهم، ليمنح الأسرة قصة مثالية وذات مصداقية، للتستر على الخدعة.

في واقع الأمر، اعترف إيان ويثيريل عام 1975 بأن الصورة كانت مزيفة، ولكن وفقاً لمحطة PBS، لم يهتم به أي شخص تقريباً. ولم يُسلَّط الضوء على القصة حتى جاء أليستر بويد، المتحمس لقصة وحش لوخ نس، وتتبَّع سبيرلينغ الذي كان مريضاً، ليشارك معه سبيرلينغ حينها القصة الكاملة، ويعترف بأن “الوحش” المُلتقط في الصورة كان في واقع الأمر قطعة خشب بلاستيكي دُهنت باللون الرمادي، ورُبطت بغواصة لعبة.

فهل وحش لوخ نس إذاً ليس إلا أسطورة؟ يشير موقع Vox إلى عدد من الأسباب الأخرى التي ترجح حقيقة عدم وجود الوحش المائي الشهير في واقع الأمر، والتي تتضمن عدم العثور على أي عظام، وأن البحيرة كانت صغيرة للغاية وباردة للغاية على أن توفر بيئة لمخلوق يشبه الزواحف، مثل نيسيي.

ومع ذلك، من الممكن أن يكون هناك شيء غريب عاش في بحيرة لوخ نس، أو يعيش فيها الآن.

ما الذي يعيش في البحيرة الأسطورية؟
وفقاً لما ورد في موقع All That’s Interesting الأمريكي، صحيحٌ أن بعضاً من الأدلة الدامغة فيما يتعلق بوحش لوخ نس اتضح أنها مزيفة، لكن الدراسات حول البحيرة نفسها تشير إلى أنها تحتوي على نوع من المخلوقات المذهلة يعيش في الأعماق.

تبينت الرحلات الاستكشافية باستخدام السونار، التي أجريت في ستينيات القرن الماضي في بحيرة لوخ نس، من نوع ما ضخم من الأشياء المتحركة في البحيرة. وفي عام 1975، بدا أن بعثة استكشافية تستخدم السونار والتصوير تحت المياه، التقطت صورة لنوع من الزعانف الضخمة. فما هو إذاً الشيء الذي يعيش في بحيرة لوخ نس، إذا كان هناك شيء من الأساس؟

التفسير الأول والأقل منطقية، يقول إن وحش لوخ نس يعد آخر الأسلاف الباقية لنوع من الديناصورات. واقترح بعض الأشخاص الذين يؤيدون هذه النظرية، أن نيسيي قد يكون بليزوصور، وهو زاحف بحري برقبة طويلة ظهر لأول مرة على كوكب الأرض قبل 200 مليون سنة.

لكن هذا التفسير غير مرجح. السبب الأول في ذلك أن البحيرة كانت على الأرجح شديدة البرودة على أن يتحملها البليزوصور (إلا إذا كان المخلوق قد خضعت طبيعته لبعض التعديلات الكبيرة للتكيف مع هذه البيئة). يشير تفسير آخر إلى أن البليزوصورات انقرضت على الأرجح منذ أكثر من 60 مليون سنة.

وفي رحلة البحث عن إجابات، انطلق نيل جيميل، عالم الوراثة بجامعة أوتاغو في نيوزيلندا، لدراسة الحمض النووي لبحيرة لوخ نس نفسها. تقول صحيفة The Washington Post إنه حلل هو وفريقه، الحمض النووي في 250 عينة مياه من البحيرة، ولم يعثروا على أية أدلة جينية تشير إلى وجود زواحف ما قبل التاريخ مثل البليزوصور (أو القروش، أو السلوريات أو الحفشيات).

لكن جيميل عثر على كثير من الحمض النووي الخاص بثعبان الماء.

كتب جيميل وفريقه: “النظرية المتبقية التي لا نستطيع دحضها استناداً إلى بيانات الحمض النووي البيئي التي حصلنا عليها، هي أن ما يراه الناس هو ثعبان بحر ضخم للغاية”. ولكن مع أن هذه الفكرة مقنعة، فإن أكبر ثعبان بحر اصطيد في أوروبا كان يزن 5 كيلوغرامات فقط، وهو حجم ليس كبيراً لدرجة أن يوصف بالوحش.

فما هو إذاً الشيء الذي يراه الناس في بحيرة لوخ نس؟ تتضمن التفسيرات الأخرى وجود تذبذبات في سطح المياه، أو أنها سمكة ضخمة، أو أنها ببساطةٍ فروع أشجار عائمة. بعبارة أخرى، ربما يكون وحش لوخ نس مجرد خدعة ضوئية، أو شكل غريب لمحه شخص ما بطرف عينه.

عربي بوست

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى