الاخبار

معبد “آلهة الحظ”… بناه التدمريون من حجارة براكين درعا قبل ألفي عام

وكالة أوقات الشام الاخبارية / shaamtimes.com

يقبع معبد “الآلهة تيكا” كشاهد حي على تاريخ جنوب سوريا، وبراعة سكانه القدامى في نحت وهندسة الحجر البازلتي.
ويشكل معبد “آلهة الحظ” تيكا، عامل جذب ثقافي وسياحي كأحد الأوابد الأثرية البارزة في منطقة “حوران” جنوبي سوريا، إلى جانب مواقع تاريخية أخرى كمسرح (بصرى) الروماني، والمسجد العمري في مدينة درعا، وكنيسة القديس جورجيوس في مدينة إزرع، وجسر تسيل وغيرها.
قال الباحث التاريخي، محمد خير العتمة، لـ “سبوتنيك” أن “الطريق التجاري القديم (طريق القوافل)، يعتبر هو ما أهّل الصنمين للعب دور كبير في النشاط التجاري وساعد على التزايد السكاني، فأصبحت محط رحال لمن يود السكن في هذه المدينة”.
وأضاف العتمة: “تميز سكان المنطقة قديمًا بدماثة أخلاقهم وكرم الضيافة، ما جعلهم مرغوبين في التعامل معهم من قبل أرباب القوافل”.

يطوّق منطقة معبد “تيكا” سور حجري لحمايته من الدخلاء، قبل أن يصل الزائر إلى مدخل المعبد أو ما تسمى بـ “غرفة العبادة السرية” وهي مبنى مستطيل الشكل في داخلها محراب مقبب بقبة نصف دائرية وتيجان تحملها أعمدة متناظرة.
كما يبرز من الجدران رفوف حجرية خصصت لوضع المزهريات والتماثيل والأسرجة المضيئة، أما الأرضية فهي مبلطة بالحجر البازلتي أيضا، وقد تعرضت للتخريب خلال السنوات الأخيرة، ويعتقد بأن سقفه القديم كان من الخشب على شكل هرمي، لكن لم يبق منه شيء حاليا.

وأشار الباحث الآثاري إلى ضرورة عدم نسب المعبد إلى الرومان، فقد بني في فترة ازدهار الدولة التدمرية في القرن الثاني الميلادي.
وأوضح العتمة أن الآلهة “تيكا” كانت تعبد على أنها حامية تدمر وربة الحظ، أما ما يحيط المعبد من الجهة الجنوبية الشرقية من حمامات أثرية، فيؤكد أنها آثار تميزت بها الحضارة الرومانية.

المعبد الذي بني من الحجر البازلتي البركاني، يقع بجانب مسجد بلال الحبشي في مدينة الصنمين في ريف درعا، وعلى مدخل سوقها التجاري المعاصر، والبازلت صخور نارية بركانية صلبة سوداء ذات نسيج دقيق نظرا لتصلب بلوراتها قرب سطح الأرض، وهو نتاج البراكين التي كانت تهيمن على منطقة حوران قديما.
وذكر الباحث التاريخي السوري أن المنطقة سكنت منذ زمن بعيد بحسب الأدلة المكتشفة، وجاء اسمها “صنمين” من تمثالين حجريين عملاقين، لكن لا أحد يعرف أين هما حاليا، مستطردا بقوله: “ما إن تتم عمليات التنقيب والبحث، فربما نحصل على آثار ووثائق تعود بنا نحو 8 أو 10 آلاف سنة تقريبًا”.
وقال أيمن الفلاح لوكالة “سبوتنيك”، الذي يسكن في منزل مجاور للموقع الأثري، أن “المعبد كان محجّا للطلاب والباحثين من كل أرجاء العالم”.
وبحسب الفلاح: “كانت تزوره بعثات خارجية، وطلاب دراسات عليا من جنسيات عدة لإتمام دراستهم الجامعية”.
وأضاف: “سكن بعضهم لفترة تجاوزت السنتين في المنازل التي تقع في محيط المعبد ريثما يستكملوا دراساتهم. كانوا يعيشون معنا، وكثيرا ما كانوا يتحدثون إلينا بأن حياتهم في هذه المنطقة تشعرهم وكأنهم في حضرة التاريخ”.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى