الاخبار

السيسي- الأسد ماذا خلف الستائر؟

وكالة أوقات الشام الاخبارية / shaamtimes.com

لا تزال العلاقات السورية- الإيرانية تشكل محور الاشتباك الاساسي ليس فقط بين عدة دول عربية.
ولكن على هامش اتصالات أزمة تجري خلف الستائر والكواليس وبوتيرة متسارعة بعد حضور الرئيس السوري بشار الأسد لقمة جدة العربية الأخيرة.
و بعد اتّخاذ قرار بعودة سوريا إلى مقعدها في الجامعة العربية.
وهي عودة تؤشر على خفايا وتداعيات الاتصال الفريد بين الرئيس بشار الأسد والرئيس المصري عبد الفتاح السيسي على أنها لا تزال بطيئة ومعقدة لا بل وصفت بأنها طويلة الأمد.

ومن المرجح أن الإدارة الأمريكية ومن خلفها إسرائيل تضغطان بشدّة عبر بعض الدول العربية على السلطات السورية بهدف الاستثمار والاستغلال لورقة العلاقات السورية- الإيرانية الاستراتيجية.
ومن المرجح حسب أوساط سياسية مطلعة جدا أن تلك العلاقات قرّر الأمريكيون الاستمرار بالطرق عليها ومُحاولة مُحاصرتها وتم السّعي خلف الستائر والكواليس إلى صفقة مقايضة تربط عودة سوريا للجامعة العربية وبرنامج إعادة تأهيلها عربيا لا بل لاحقا تفكيك الحصار عنها بمغادرة القوات العسكرية الايرانية والمجموعات المسلحة للأراضي السورية وهو أمر معقد وطويل الأمد وليس من الصنف الذي يمكن أن يتخذ بسرعة أو في اطار نمط سياسي.
ويُعتقد على نطاق واسع بأن مغادرة المجموعات المسلحة الإيرانية للأراضي السورية من الشروط والقيود الأساسية التي فرضها الأمريكيون حتى على السعودية وهي تتصدّر المجموعة العربية التي تحمّست لعودة سوريا إلى مقعدها في الجامعة العربية.
ويرى مستشارون دبلوماسيون في القاهرة تحديدا بأن تلك العودة لا تزال بطيئة لأن الدول العربية التي تبنّت عودة دمشق إلى الجامعة العربية تتعرّض لضغط أمريكي وإسرائيلي خلف الستائر يستهدف إعاقة هذه العودة على المستوى التنفيذي و على مستوى الإجتماعات الدورية بهدف طرح مسالة العلاقة الايرانية السورية باعتبارها من معيقات إعادة إدماج سورية عربيا.
والظروف والبيئة التي يتحرّك بموجبها رموز المؤسسة السورية في هذا السياق والمضمار لا تزال معقدة فمسالة مثل الوجود الإيراني الأمني والعسكري في الداخل السوري لا يُمكن مُعالجتها بقرار سياسي.
وموسكو تضغط من جهتها خلف الستائر والكواليس لتصليب وتقوية موقف دمشق حتى في مواجهة دول عربية تعمل الآن على إحباط مشروع إعادة تأهيل وإدماج سورية في الجامعة العربية.
وهو مشروع وصف عمليا داخل أطر دمشق القيادية بأنه ليس مهما وبالنسبة للمؤسسة السورية لا يتجاوز اكثر من حالة تجاوب مع اهتمام القيادة السعودية وترحيب بالمبادرات العربية لكن في العرف السوري المؤسسي العميق عودة سوريا للجامعة العربية إذا لم تنته بتفكيك الحصار على الشعب السوري ومؤسساته فلا معنى لها.
ولا تشكل خطوة او قيمة إستراتيجية عميقة بالنسبة للجانب السوري وهو رأي نقل عن مسؤولين سوريين هنا وهناك في الوقت الذي تعمل فيه بعض الجهات الرسمية في الأردن ومصر والعراق على تفعيل مسار إعادة اندماج سورية في المحيط العربي.
إسرائيل وراء الستائر لا تتوقّف عن مُحاولة إعاقة هذا المسار والاتجاه والإدارة الأمريكية بدورها تلعب دور وكيل الإسرائيليين في استمرار الضغط، الأمر الذي يفسر ويبرر ما سبق أن ذكر في تقارير إعلامية سابقة عن بطء عملية عودة سوريا إلى الجامعة العربية وإلى لجانها وإلى المكتب التنفيذي الخاص بمجلس الجامعة العربية الدائم.
والاعتقاد سائد طبعا بأن تلك الضغوط الإسرائيلية والأمريكية هي التي تلعب دورا سلبيا لكن دمشق من جهتها تبدو مُسترخية وتتعامل بحذر مع كل الأطراف في هذا السياق دون حماس مُفرط للعودة إلى جامعة عربية أصلا لا تفعل شيئا ولن يكون لها أي مُساهمة لاحقا في تفكيك الحصار عن سوريا ومؤسساتها وشعبها.

رأي اليوم

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى