اخبار سريعة

القبّار موسم الفقراء على موائد الأغنياء

وكالة أوقات الشام الاخبارية / shaamtimes.com

القبّار موسم الفقراء على موائد الأغنياء

بعد طول انتظار ومعاناة من ظروف المناخ القاسية وما تكبدته الأسر من تكاليف التدفئة على الحطب لندرة المازوت، بدأ سكان منطقتي المخرم بحمص والسلمية يتنفسون الصعداء وهم يتابعون باهتمام نمو نبات القبار الذي يبشر بالخير، ولاسيما أن الهطولات المطرية على بوابات البادية قد تجاوزت 200 ملم.

ومنذ بداية شهر أيار كانت انطلاقة جني ما توفر من نبات القبار، لكن ذروة جني الثمار تبدأ مع انتهاء العام الدراسي، حيث يتوجه الأطفال مع ذويهم من سن العاشرة في ظروف مناخية حارة ناهيك عن التعرض لوخذ الشوك وللسع الحشرات وربما العقارب والأفاعي، وعلى الرغم من أسعار المحصول التي لا تتناسب مع الجهد والمخاطر، إلا أن هذا المحصول بات يؤمن دخلاً مادياً مقبولاً يخفف من الضغط الاقتصادي الكبير الذي ترزح تحت وطأته الأسرة طوال أيام السنة.

غسان حمود رئيس الجمعية الفلاحية في قرية ”السنكري“ منطقة المخرم الفوقاني، قال: إن قريتنا نتيجة موقعها تعتبر مركزاً مهماً في الإنتاج، وفي عدد المعتمدين الذين قد يتجاوزوا العشرين أو الثلاثين مركزاً، حيث تستقبل محصول قرى أم السرج الشمالي والجنوبي وأبو خشبة وتل الورد والبويضة وخربة عياش، وبعض القرى الأخرى، منوهاً بأن سعر القبار قد لا يتجاوز ال 13ألف ليرة لأفضل المقاسات الصغيرة للثمرة، بينما كان قبل عقدين من الزمن بسعر يصل إلى ما يعادل دولارين ونصف الدولار، وكان كيلو القبار أيامها يشتري أربع علب متة أو خمسة كيلو سكر أو فروجاً بحجم كبير، أما الآن فماذا يساوي هذا السعر مع ارتفاع تكاليف المواصلات وغلاء المواد الغذائية، وبالتالي هناك مطالبة شعبية بأن تتدخل الجهات ذات العلاقة لتحديد السعر، وبما يتناسب مع الجهد وارتفاع جميع الأسعار، والعمل على توفير مراكز استلام تتناسب والإنتاج الكبير و الميزات الخاصة للثمار المنتجة في المخرم والسلمية، فالنبات هنا طبيعي وبعل فيما تتم زراعته في مناطق أخرى وينتج ثمرة أقل جودة.

إن الحديث عن القبار الذي يسمونه بالذهب الأخضر يحتاج إلى صفحات عديدة، لكن الأهم في ذلك الاهتمام من قبل الجهات المعنية لتحديد سعر مجزٍ، ولاسيما أن لقاءاتنا مع بعض الأسر التي يشترك كبارها وأطفالها في جني ثمار القبار قد بينت أن دخلها اليومي “لأسرة من خمسة أفراد”، يمكن أن يصل وسطياً مابين 50 الى 60 ألف ليرة، وهذا المبلغ الذي كان مقبولاً، قبل سنتين بات الآن غير كاف لتحضير وجبة غداء لهذه الأسرة.

كذلك، فإن جميع من التقيناهم بهذا الخصوص قد طالبوا بإنصاف العاملين في هذا المجال، وأشاروا إلى أن هذا الموسم لا يستمر أكثر من ثلاثة أشهر وعليه تعقد الآمال فى تحسين الأحوال، وتوفير بعض النقود لتحضير مونة الشتاء والمصاريف الضرورية لأبنائهم في المدارس.

ويُشار إلى أن منظمة الأغذية والزراعة ذكرت في دراسة لها أن إنتاج سورية أربعة آلاف طن، وهو ما يعادل أربعين بالمئة من الإنتاج العالمي الذي وصل إلى عشرة آلاف طن في العام 2006 ومعظم الإنتاج في سورية (بعل) يتركز في منطقتي المخرم والسلمية تليها معرة النعمان والباب، كما يذكر المختصون بأن أكثر من ستين دولة تستخدم هذه المادة نظراً لفوائدها الصحية ولكونها تُعالج العديد من الأمراض.

ولابد من التذكير بأن وزير الزراعة الدكتور محمد حسان قطنا في اجتماعه قبل عام من الآن مع فلاحي منطقة المخرم قام بتوجيههم بالاهتمام بزراعة نبات القبار كونه يتناسب مع التغيرات المناخية الحادة التي تشهدها المنطقة، والتي سببت أضراراً فادحة بمحاصيل كانت تشتهر بها فيما سبق كاللوز والزيتون، ما يقتضي رصد بعض الاهتمام بطريقة تسويق هذا المحصول من الوزارة تماشياً مع توصياتها.
غلوبال

اقرأ ايضاً:هزة أرضية بقوة 4.9 درجة تضرب شرقي العراق

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى