نحن لا نتعلم .. استاذ في البيتون المسلح : صدقوني الدرس الثاني قد يكون قاسياً جداً

وكالة أوقات الشام الاخبارية / shaamtimes.com

كتب استاذ البيتون المسلح في جامعة البعث الدكتور عصام ملحم :

لقد مضى ثلاثة أشهر على الز.لزال الكار.ثي والذي ذهب ضحيته الآلاف وشردت آلاف الأسر. وتهدمت وتصدعت مئات الأبنية.. رغم أننا جميعا نعلم أن مركز الزلزال كان بعيدا بعض الشيء عن المدن السورية..

وكلنا يعلم أنه حدثت مئات الهزات بعضها ارتدادية وبعضها على فوالق أخرى لا علاقة لها بمركز الز.لزال. والتي قد تكون انذار لز.لزال آخر لا نتمناه .. ولكن أمنياتنا لا تكفي..

السؤال المطروح والملح هل تغير شيء على كافة المستويات بتعاطينا مع منشأتنا الهندسية من حيث التصميم ودقة التنفيذ وضبط جودة المواد. هل تم محاسبة من تسبب بانهيار المباني نتيجة أسباب كثيرة يعرفها الجميع. هل تم الكشف على المباني القائمة وخاصة البرجية منها لتحديد مدى سلامتها. وهل.. وهل?!!

للأسف الشديد لا حتى الآن.. لكن الموضوع لا يتحمل المماطلة والتأجيل.. ام اننا نحن السوريون اصبحنا لا نتعلم من الدرس من المرة الأولى. لكن صدقوني الدرس الثاني قد يكون قاسيا جدا . لدرجة ان أغلبنا لن يجد الوقت للتعلم او وضع حلول للإنقاذ..

من المؤكد أن السوريين لا يمكن أن يتحملوا كارثة جديدة..

وكان الدكتور عصام ملحم كتب في منشور سابق :

كلمة لا بد منها..

بعد قيامنا بجولة على المباني المتصدعة في مدينتي اللاذقية وجبلة. لا يد من توجيه الملاحظات والنصائح التالية لكل من يعمل في مجال تصميم وتشييد المباني والمنشأت الهندسية:

1- ضرورة التصميم الصحيح وفق اشتراطات الكود السوري وضرورة اختيار الجملة الإنشائية الصحيحة. وعلى ان تحوي الدراسة على كافة المخططات التنفيذية الدقيقة لفولاذ التسليح.

2- الحرص على تدقيق الدراسة بشكل فعلي وصحيح وضمن الوقت الكافي لاعمال التدقيق.

3- عدم استخدام تسليح بقطر 5mm كاساور في الاعمدة. وان يكون القطر الاصغري للاساور 8mm
4- تطبيق اشتراطات الكود بدقة فيما يتعلق بوصل القضبان.

5- إجراء اختبارات ضبط الجودة على مواد البناء أثناء كل مرحلة من مراحل تنفيذ المشروع.

6- الكشف على المباني الذي مضى على تنفيذها اكثر من 15 سنة وخاصة في المناطق الساحلية. للتأكد من السلامة الإنشائية. فبعض المباني التي انهارت كانت بسبب صدأ وتأكل فولاذ التسليح في الاعمدة.. وإجراء التدعيم اللازم في حال الضرورة..

7- عدم الاستهتار بدور المهندس في كل مراحل المشروع. للحصول على منشأة اكثر امانا.

8- مهما كانت المبالغ التي ستتفق لهذه الأعمال تبقى زهيدة أمام أرواح الناس او الخسارة الكبيرة أثناء تصدع المبنى.

فلا يجب المراهنة على أنه لن يحصل زلزال آخر. الذي يبقى علمه عند الله.

اقرأ المزيد: الآفاق المستقبلية لمبادرة (الحزام والطريق)