اخبار ساخنة

بطريقة غريبة..تخلصت موسكو من ديونها بلحظات

وكالة أوقات الشام الاخبارية / shaamtimes.com

خلال العام 1917، اهتزت الإمبراطورية الروسية على وقع ثورتين، وبينما أسفرت الأولى عن تنازل القيصر نيقولا الثاني عن العرش، انتهت الثانية بحصول البلاشفة على مقاليد الحكم وخروج روسيا بشكل رسمي من الحرب العالمية الأولى عقب إبرام معاهدة برست ليتوفسك (Brest-Litovsk) مع الألمان مطلع آذار/مارس 1918.

وبقرار غريب أثار أزمة عالمية، أعلن البلاشفة بشكل مفاجئ تنكرهم لجميع الديون التي تراكمت على الإمبراطورية الروسية سابقا مثيرين بذلك قلق العديد من القوى العظمى التي عانت على مدار سنوات من ويلات الحرب العالمية الأولى وتأثيرها الاقتصادي.

ديون روسيا القيصرية

أملا في تحسين مردودها الاقتصادي ومواكبة التطورات العالمية، اتجهت الإمبراطورية الروسية منذ مطلع القرن التاسع عشر نحو السوق الحر تزامنا مع اعتمادها على الاستثمارات الأجنبية والوكلاء الأجانب الذين عملوا على جذب المستثمرين الغربيين.

وتدريجيا، اتجه المظهر الاقتصادي بروسيا للتحول من نظام إقطاعي نحو نظام رأس مالي مستقطب للاستثمارات الأجنبية، وبفضل ذلك، شهدت روسيا شيئا فشيئا نقلة هامة تحول على إثرها، بشكل تدريجي، الروس من الزراعة للصناعة.

جنود روس خلال استعراض عسكري بالحرب العالمية الأولى
لوحة زيتية تجسد فلاديمير لينين

وخلال الأشهر التي سبقت اندلاع الحرب العالمية الأولى، هيمن المستثمرون الأجانب على حوالي 50% من الدين العام الروسي، إضافة لكامل الحقول النفطية، ونحو 90% من قطاع المناجم و50% من الإنتاج الكيميائي و40% من قطاع التعدين، وبسبب هذه الأرقام، امتلكت الإمبراطورية الروسية بتلك الفترة أعلى نسبة دين خارجي بالعالم.

وقد مثلت فرنسا حينها أبرز داعم مالي لروسيا حيث اتجه الفرنسيون حينها للاستثمار بالإمبراطورية تزامنا مع منحهم قروضا كبيرة للجانب الروسي.

وفي خضم الحرب العالمية الأولى، تضاعفت الديون الخارجية لروسيا أكثر من ثلاث مرات لتبلغ أرقاما خيالية عجزت سانت بطرسبرغ، العاصمة الروسية حينها، عن سدادها.

صورة للقيصر الروسي نيقولا الثاني
صورة لأحد السندات الروسية عام 1894

إلغاء الديون من طرف واحد

عقب إزاحتها للقيصر نيقولا الثاني، اتجهت الحكومة الروسية الجديدة لمواصلة مشاركتها بالحرب العالمية الأولى متسببة بذلك في تزايد نسبة الديون الروسية، ومع نجاح ثورة تشرين الأول/أكتوبر 1917، ذهل البلاشفة، بقيادة فلاديمير لينين، عند مشاهدتهم لحجم الديون التي تراكمت على روسيا طيلة العقود الماضية. ومع عجزهم عن سدادها، فضّل البلاشفة خلال شهر شباط/فبرير 1918 التنكر لكل هذه الديون التي تراكمت على روسيا أثناء فترة القياصرة.

ومن خلال هذا القرار، ألغى البلاشفة الدين العام وتوقفوا عن دفع أقساط الديون الخارجية تزامنا مع إلغائهم لجميع الديون الأخرى التي تكبدتها روسيا على إثر تنازل نيقولا الثاني عن العرش.

وفي الآن ذاته، لم يتردد البلاشفة في إعلان تأميم جميع البنوك والأراضي والمصانع بالبلاد معلنين بذلك هيمنتهم على ممتلكات الأجانب بروسيا.

وبسبب قرار البلشفيين، تحولت ملايين من السندات السيادية خلال أيام لحبر على ورق فاقدة بذلك قيمتها، وقد وقع خبر القرار البلشفي وقع الصدمة على الدول الغربية التي اتجهت لإدانة البلاشفة. وبالفترة التالية، لم تتردد هذه الدول الغربية في دعم الجيش الأبيض ضد البلاشفة خلال الحرب الأهلية الروسية.

ومع انهيار الاتحاد السوفيتي، اتجهت روسيا عام 1996 لإبرام اتفاق مع كل من فرنسا وبريطانيا. وبموجبه، وعدت روسيا بتقديم تعويضات لأحفاد الفرنسيين الذين امتلك أجدادهم سندات روسية. ومن جهتها، اتجهت بريطانيا للاعتماد على الذهب الروسي المصادر، التابع للقيصر نيقولا الثاني والمصادر عقب الثورة البلشفية، لسداد ديون روسيا القيصرية لديها.

العربية نت

اقرا المزيد: 21 جملة تجعلك عقلياً أقوى من 98٪ من الناس

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى