اخبار سريعة

بعد البصل .. هل يشكل القمح أزمة جديدة للحكومة؟

وكالة أوقات الشام الاخبارية / shaamtimes.com

ما أن يلتقط السوريون أنفاسهم من ازمة او كارثة حتى تباغتهم ازمة جديدة مختلفة فبعد سلسلة الزلازل والهزات المترافقة مع ازمة البصل بدأ المزارعون يعانون من بوادر جفاف حاد يهدد بحصول انخفاض كبير في إنتاج القمح في سورية.

عام 2020 كان هناك حصاد جيد غذته الأمطار الغزيرة بعدها بدأت أسوأ موجة جفاف لها خلال السنوات الماضية. ووصلت الأمطار في الفترة من تشرين الأول 2021 إلى أيار 2022 لمستويات أقل من 75٪ عن المتوسطات التاريخية في محافظات الحسكة والرقة ودير الزور والتي تعتبر سلة غذاء سوريا.

في بداية شهر شباط ولو متأخرا، غمرت الأمطار الغزيرة والثلوج المنطقة أخيرا، وتمر المنطقة بمرحلة امطار غزيرة منذ حوالي اسبوع ولكن ستكون هناك حاجة إلى فترات هطل أمطار منتظمة حتى نهاية الموسم للحفاظ على المحاصيل وإلا يواجه السوريون احتمالية مروعة لعام ثالث بلا ماء.

مايزيد الامور سوءا الوضع الدولي وتأثيراته على القمح

الخبراء الدوليون يقولون “نواجه مخاطر حقيقية وطويلة الأمد. لم نشهدها بعد كل الهزات لأننا نشهد في الأسواق العالمية منذ شهرين، تنفيذ عقود موقعة قبل الحرب الروسية الاوكرانية الآن ندخل المرحلة الصعبة.

السؤال الان ما وضع المخزون العالمي؟

بحسب التقارير هناك 270 مليون طن من المخزون على كوكب يستهلك 800 مليون طن سنويًا. أكثر من النصف في الصين، التي تتمتع بمخزون يكفيها لمدة عام.

من دون احتساب الصين، تُعتبر جميع مخزونات الحبوب عند أدنى مستوياتها منذ 25 عامًا.

مما لا شك فيه أن أزمات الغذاء أمر سيء للجميع، لكنها مدمرة للفئات الأشد فقراً والأكثر احتياجاً. ويُعزى هذا الأمر إلى سببين هما: أولاً، عادة ما تكون أشد بلدان العالم فقراً مستوردة للمواد الغذائية.
ثانياً، تمثل المواد الغذائية ما لا يقل عن نصف إجمالي نفقات الأسر في البلدان منخفضة الدخل. وفي سورية بعد كل سنوات الحرب والحصار وجائحة كورونا وكارثة الزلزال أصبحت قضية الامن الغذائي على المحك ومتأثرة بالإجراءات الدولية المترافقة مع الحرب الروسية الاوكرانية.

أين نحن في سورية من هذا كله.

إن الركائز الأساسية لاستمرار أي أمة عبر التاريخ متعلق بتحقيق الأمن المائي والغذائي، وقد وضعت السياسات السورية قبل الحرب ومنذ السبعينات وبشكل اعمق بعد حصار الثمانينات نصب عينها تحقيق هذه الأهداف وتجلى هذا العمل من خلال تشييد العديد من السدود و صوامع الحبوب والتركيز على الاكتفاء الذاتي من المحاصيل الاستراتيجية , ولكن بعد اثني عشر عاما من ظروف الحرب والحصار وجائحة كورونا والعقوبات الغربية والحرب الاوكرانية ومؤخرا الزلازل تخلخلت دعائم الأمن الغذائي في سوريا حيث قدرت منظمة الأغذية والزراعة التابعة للأمم المتحدة فاو وبرنامج الأغذية العالمية بأن 1.4 مليون مواطن سوري يعانون من انعدام الأمن الغذائي جراء استمرار الاضطرابات و ارتفاع التضخم وأسعار الغذاء قبل الزلزال المدمر.

بدورها منظمة الأغذية والزراعة قالت إن إنتاج سورية من القمح انخفض بنسبة 40% ويتوقع استمرار الانخفاض مع شح المياه و توقف استثمار مساحات كبيرة من الأراضي التي كانت تزرع بالقمح نتيجة للأوضاع الأمنية السيئة بما إنعكس سلباً على الإنتاج الزراعي خاصة في مناطق الرقة – الطبقة – دير الزور- ريف حماة – درعا وما حصل مؤخرا خلال موسم جمع الكمأة خير دليل على ذلك.

الخلاصة أن سورية يمكن ان تواجه ازمة في امدادات القمح شأنها شأن اغلبية دول العالم والمعروف انه في حالات الحروب من يدفع اكثر يحصل على السلع وهو النهج السائد في اوروبا التي بدأت بعمليات تخزين واسعة وهو ما لا قدرة لنا عليه في سورية نتيجة شح العملات الصعبة

إذا ما الحل ؟

الحل، بداية برفع سعر القمح بشكل كبير ومغري بشكل يدفع المزارعين نحو زراعة القمح خاصة في سهول الغاب والمناطق الشرقية اعتمادا على فائض السيولة من الليرة السورية مع إمكانية حجب المياه عن أي محصول لايخدم عملية الوصول للأمن الغذائي والاكتفاء الذاتي .

مع استمرار التنسيق مع الدول الصديقة والمؤسسات الدولية التي تقدم الدعم بعد الزلزال مثل الامارات والصين وروسيا وغيرها لتمويل شحنات إضافية من القمح لرفع مستوى التخزين الاستراتيجي.

د.عدنان صلاح إسماعيل – المشهد اونلاين

اقرأ أيضا:  سيارات تبيع ألباناً وأجباناً رخيصة …مغشوشة وغير قابلة للاستهلاك البشري

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى